(بقايا رماد ) لرائد قصيدة النثر الشاعر أحمد نصر الله // مصر


ما عاد في عَينيكِ
غيمة واحدة تُغريني
لإقتحامِ المَجهولِ
كيف تُطالِبيني بما فوقَ الإحتمالاتِ .؟!
لماذا لا تُريدين الاقتناعَ
أن وقتَكِ  صار خارِجُ الزَّمن ِ ؟!
و أن وجهَكِ لا يحرِّكَ كوكباً  .!
و أن شَفتيكِ  لا تَلغِيَان القدرَ .!
ما عاد في بِحارِك  مَوجة
تُغرِقُ لي حَجراً
أو قطرةً ماء  تَحملُ لي قشَّة
فلماذا تُمنِّين نفسَكِ بالجنَّةِ الموعودةِ ؟!
و بينِك و بين شِفاهي
مَوت و نار
و وَعد مَبتور و بقايا رَحيل
يا أيَّتُها الطيِّبَة
أنا لستُ مُكترثاً بقامَتِك
التي تُربِك دَورانَ النُّجوم ِ
و لا بصَوتِك المَحفور
في ضَميرِ الأماكنِ و الأشياءِ
لماذا تُصرِّين على تِكرارِ المأساةِ ؟!
و أنتِ لا زورق لديكِ .!
و لا مِظلَّة .!
و لا طَلسَم يُعيدُ لكِ الزَّمنَ الجميل .!
ما الذي تَنتظرينه ُ ؟!
أُفتِّشُ في العِناقِ
عن شئٍ ما
فلا يُصادِفني غير
أطلالِ حَنينٍ
بَردُ الرَّسائلُ الذَّابلةُ
غُربَةُ مُنتصفَ الوَجعِ
شَيخوخةُ الأحلامُ
أَلفظُ عِباراتِ الشَّوقِ
بتَجمُّدِ البَيانِ على شِفاهي
أُغامِرُ بالليلِ و الياسَمينِ
و بآذار الضَّاحِك
و أَخونُ الواقِع َ
و أدَّعي أنِّي إفتَقدتُكِ
يا صديقتي
ما عاد بوِسعي
أن أكون الذي كُنتَه
فلا تَحرِقي آخر نَجمَة
و لا تَغتالي آخر سُنبلَة
إغلِقي الأبوابَ
و لا تَنبُشي ثانيةً في دَفاتِري
فلستِ تَدرين ما الذي يُخفيهِ الرَّماد ؟!

تعليقات