لأنَّ الماءَ اليَشْرَبُنِي.....للشاعر القدير رهيف حسون

لأنَّ الماءَ اليَشْرَبُنِي
تفَّاحةٌ ألِفَتْ لذَّة السُّقوط
إلى الأعلى
أتكوَّرُ في ثقبِ الجُرح
ثمَّةَ وطنٌ نازف
أتفيَّؤهُ حقلاً حقلا
وأُهجِّؤهُ نصلاً نصلا

فجـأةً..
والوقتُ منهمكٌ،
بِرَتْقِ عباءَةِ المساء
يسَّاقطُ الصَّباحُ
فيرتعشُ الضَّوءُ،
في مرايا ضحكتها
ويَفِرُّ نَهداها
للبعيدِ البعيد
كحمامة بيكاسو
تسرحُ الأيائل
في غاباتِ عينيها
الوحشيَّتين
هكذا ينسى الليلُ مَخْبَأَهُ
في أقاليمِ جداوِلِهَا
البعيدةِ الأغوار

لأنَّ الرَّحيلَ..
اليقتاتُ سَماءَ أصابعي
دائِمُ التَّهْطالِ
أسْتحمُّ بِحزنٍ تتوارَثُهُ،
ابْتِسَامَتُهَا
غاباتٍ مِنَ ازْرِقَاقِ النَّوارِس
كما يصنعُ الرُّعاةُ
وهم يُخبِّؤن الـمطر
في جرارِ النَّبيذ
خـوفـاً على دِمَاءِ العُشب
مِنَ الـتَّخَـثُّـر

أتسلَّقها وادياً واديا
كمحاربٍ قديمٍ
يبحثُ عن تاريخهِ،
في بَريقِ مِـدْيـةٍ،
تُضيءُ اللامُتَعَارَفَ،
مِن جُغْرَافيا أشلائِهْ
وأهْبطُ مِن أعالي نِدائِهَا
مُتعلِّقاً بأبْجَدِيَّةِ الهواء
مُنتَظِراً أن تُضيئَني
نوافِذُ جَسَدِهَا
وطناً من الدَّمعِ والياسمين

أيَّتُهَا الَّلامُسَمَّات
كـرُمْحٍ وثنِيِّ الدَّهْشَة
تنبشينني
وكلُّ الأسماءِ تُعْزَى إليكِ
تشبَّثي بالرِّيح
واستبقي الفصول
فالحقولُ تطهَّرتْ مِن طَمْثِها
واستسلَمتْ لِصَهيلِ القمر
وأنت نائمةٌ في جَحيمِ المراثي
كعشتارَ تلتحفينَ البكاء
ويغفو على شَفتيكِ الشِّتاء
ويكفي لتوقظي حبيبَكِ،
أن تمطريهِ بقَمحِ القُبَلْ
وتفترشيهِ كَعُشبِ المسَاء

تعليقات