نص يمازجه الجنون ...للشاعر والفنان محمد العودات// الاردن

ها هو يتجول في أرجاءِ دارهِ الخاليةِ من الأحلام .. يرممُ تمثال الجليدِ ، ينظرُ بحدةٍ الى النافذةِ كطائرٍ داخل قفص من نحاس .. المدينة تغطُ بسباتٍ عميق ، أضواءها وأصوات العبثِ في رأسهِ مسرحٌ لجريمةٍ وهمية اقترفتها يداهُ ، نَصٌ
يمازجهُ الجنون . ( مهرج أمام المرآة يضعُ لمساتهِ الأخيرةِ ، يرسم ابتسامته البلهاء .. لاعبُ خفةٍ يقذف كراته الملونةِ في الهواء .. امرأة من زجاج تجلسُ وحيدة على مقعدها الخشبيّ ، تطالعُ مجلة أزياء فرنسية ) .
اضطجع على أريكته بعدما صنع ركوة بنٍ معتق بالأسئلةِ لليلتهِ الخرساء .. قال بصوت خفيضٍ أيها المنفيُّ خارج جسده فلتبدأ من جديد رحلتك الى المجهول .
بحر بداخلي ، غارقٌ أنا بأعماقهِ .. كلما حاولتُ الصعود الى الأعلى سحبني شيء ما خفيٌّ الى القاع .. أصارعُ ثِقل الماءِ و الذاكرة ، لا ذاكرةَ لي الا غبشٌ و نعيق غربان وحدتي .
( اكتظ المكان بالحضور ، عازف توحد مع نايهِ فصار شجرة لوز
عارية .. طفل يلاحق قطةً .. شبحٌ يصعد سلما
من الغيم الخفيف، مطر يتساقطُ ، يرافقهُ غناء
صبية من وراء الستارةِ ، رجالٌ عبروا من غير وجوه ، يسرون
في الشارعِ مسرعين ) .
أقف مشدوها على حافة الهاوية ، أرى شكلي الآخرُ على
الجهةِ المقابلة .. يقول و لا أسمعهُ .. أنادي و أنادي ، أصرخُ باكياً بأعلى الصمت .

تعليقات