(عندما يَكْبرُ حزْنُ الشعراء) هشام باشا


عندما يَكْبرُ حزْنُ الشعراءْ
يذهبُ الشّعْر
و تنْسَدُّ مزاميرُ النّداءْ
و إذا جاؤوهُ في آلامِهم لن يَجدوه
و إذا كان خيالاً
أنّهم قد وجدوه
كان بين الحرْفِ و المعنى شِجارٌ و عداءْ
في عذابِ الشعراءْ

******

عندما يَكْبرُ حزْنُ الشعراءْ
تشعرُ الأرضُ بشوقٍ للسّماءْ
تَتَمَنى أنْ يعودَ الدّهرُ دهراً للوراءْ
تجمعُ الرهبةَ و الوحشةَ مِن كِلِّ فضاء
و تقيمُ الصمتَ إنصاتاً لأفواهِ الهواء
و هو يحكي عن أنين الشعراءْ

******

عندما يَكْبرُ حزْنُ الشعراءْ
يأخذُ البحرَ شعورٌ بمعاناتِ العراءْ
و يصير الموجُ أهدا
مِن سكونِ الغُرباءْ
و يصيرُ الرّيحُ فوقَ الماءِ ماءْ
و على الدّربِ بطيءَ الخَطو
و الدّرْبُ عناءْ
و كأنّ الدّرْبَ حزْنُ مثل حزْنِ الشعراءْ

******

عندما يَكْبرُ حزْنُ الشعراءْ
يصبحُ السّمعُ خيالاً
و الأحاديثُ هباءْ
و ضجيجُ الناسِ و الضوضاءُ و الصمتُ سواءْ
و ظلامُ اللّيل
و الضوءُ سواءْ
و جميعُ الإتجاهاتِ سواءْ
كلُّها تهدي إلى غير رجاءْ
كلُّها تهدي إلى غيرِ فراغٍ للبكاءْ
الفراغاتُ تحِبُّ الإختباءْ
عندما يَكْبرُ حزْنُ الشعراءْ

2017/10/18

تعليقات