اعلنت الثورة على قلبي , فقد وصل به الكبر عتيّا , فشاب بصره وبصيرته , وهزلت عزيمة شجاعته , وارتجفت انامله التي تتمسك بقراراتي فباتت تسقط مرغمة كأس البعد عنك كلّما تناهى لأذن الذاكرة صوتك النبيذي الأوتار ...وتتهاوى من اكفّي الارادة وتسقط ما إن يلوح طيفك في مآقي الروح فترجف له رموش اللهفة بشغف .. وتذروني كورق هش ذابل في مهب النسيان ....
وحين يكون الحضور والغياب متساويان في الميزان فلا بد من ثورة..ولا مناص للكبرياء من التمرّد والا كان البقاء شذوذ وانحراف يخالف شريعة الأحبة .ويستنفذ رصيد الفرح والسحر ويعلن الحب افلاسه ...
ولأنّني انجبت حبك بعد عقم , واوجعني مخاض الاعتراف الفجائي بتقلّصاته المتمنّعة , ومكفوفة المنطق والواقع والظروف , فقد كانت ولادة "حبك" متعسّرة , قيصريّة الانجاب , تركت الكثير من الجراح في احشائي ...
واحببتك بحجم الالم والانتظار وبحجم حاجتي اليك ....
وكم استصرختك لترضع "وليدي" بعض امان , واهتمام واقتراب .وكم بكيت حينما كان حبي يموت جوعا ويعاني شظف الارتواء...
واعترف, لقد اسرفت بدمع مبكر تحت جنح الخوف فتصحرت احداقي . وقبل مغيب شمسنا , وكم تمنيت ان لا تتكيء قصتنا على كتف المحيط مودعة ...وتلوّح لنا بأكفّ من شبح ...
وها هو المغيب يلبس وشاح الأفول , يغويني كثعلب جائع يخادع خطواتي ,, يقودني نحو غابة كثّة مخيفة مهولة , مليئة بمخاوفي واوجاعي..يضج عواء البعد فأتبع الصوت بانكسار ودمار وبؤس ,
وصوتك "يا انت" يهمس لي من بعيد بعيد .....لكنّ "أذُنُ" الغفران يا حبيبي باتت محنطة....!!!
تعليقات
إرسال تعليق