و إنني - يا رفاقي - لأشعـرُ - حينَ تضعون لمساتِكم على أيّ نصٍّ أُنجِبُه - و لكأنكم تبارِكونُ لي في مـولودٍ تمخّضتُه بعـد عناءٍ و دون قابلات ,
و أحيانا أشعـرُ أنني أتمخّضُ عن فأر فقط ,
ثمةَ مَن يـُلقِي قلبَه هنـا حينَ يكتبُ , و لا يخرِجُ لسانَه
بمعنى أنه يُخرِجُه - أي قلبَه - مِن مكمَنِه كاملاً يقـطرُ نبضا ,
ليسـرِقَ به أشياءنا الـروحية ,
ثمــةَ أنبياءٌ يفـوحونَ هنـا بشيءٍ يكادُ يكونُ وحيا !
آلـهةٌ في خلقِ الإبـداع في أحسنِ تقـويم ,
لا أدري ما الذي ينفخُ فيهم تلك الطـاقة الهائلة التي تجـذبُني إليها كثقبٍ أسـود ,
بـَوحٌ تحتاجُ في خِـضَمِّ قـراءتِه إلى مُنقذ ,
غـرَقٌ و ربّ الكعبة !
تسكنُ معه روحُك حتى لكأنكَ في صـلاة الفجر ,
إذا !!
ثمةَ وحـيٌ جـرِئٌ في اقتحامِ أسوارِ ذائقتنا الموصدة ,
جديرٌ في تخليقنا مِن جـديد ,
دهشتُه تظل عالقة في ذهنك أمـدا ,
كأنه يُـذكِّرُنا بأسمائنا المنسية و يعيدُنا إلينا موفــوريَّ السكون ,
و ثمةَ نصٌّ يُشعرُكَ آنَ التهامِه بالرهبةِ و الانفتاح الرئوي , لكأنك
لامستَ غيداءَ ناعمة في زقاقٍ من فـرط لذّتِه ,
و آخـرُ مجردُ تقيؤٍ ليس إلا ,
أنتمي - أحيانا - إلى هـذه الزمرة الهشة ,
و أنا - أيضا و من بابِ الإنصافِ الذاتي - أحـدُ أولئكِ الذين لا يكتبونَ قتلاً للـوقتِ أو للانتفاعِ اللّحـظي وحسب ,
أشعـرُ أن النصّ النفعي الذي أتـوَصّلُ بهِ لغـرضٍ ما صغير لعنـةٌ ترتفعُ عالياً فتهطلُ عليّ وابلاً مِن العـذلِ النفسي ,
أكتبُ رغبةً في البقاءِ على قيدِ الحياة , ذلك أن البـوحَ الخافتَ أشبه بالمـوت الثقيلِ للـقيمة الأدبية للفن ,
أكتبُ كَمَن يُعَـبّدُ طريقا وعـرا ندرَ فيه السالكون ,
كَمَن يعـصِرُ نبيذاً في آنيةِ الثمل ,
كَمَن يُحسِنُ آخرَ ركعتين قبل الإعـدام ,
إذا !! ... الأدبُ قـداسة ينبغي أن تأخـذ حقّها في التكريم
حتى يظل مرآة للحياةِ و مظهرا للعقل الإنساني...
تعليقات
إرسال تعليق