مسافرة عبر الزمن ...
كقشة تلهو بها الرياح ...
تبحث عن وطن ...
كضائعة في التيه ...
تحلم بالصباح ... وبخيال هارب تناجي المساء ...
ألتف في أطمار عتباتهم القاسية ...
لا ضمةُ صدرٍ دافئة ... ولا ذراعُ أمٍ حانية ... ولا أبٌ يلثمني بقبلة مواسية ...
كنبتةٍ ضعيفة ... تلوكها الرياح وسط الطريق ...
أنفاسي كرياح الخريف الجارية ... تضرب الأغصان لتنثر أوراقها المحمرة الدانية ...
ووجهي كقطعةٍ من الشتاء ... شاحبة بلا مطر ...
آلاف ... آلاف العيون الرانية ...
تلقاني بإزدراء .. وكأنني وباء ...
ألتف حول نفسي إذا أتى المساء ...
أناجي خيالاتهم الواهنة ... وأنظر إلى السماء لعلي ألتقط صورهم الكاذبة ...
في حلقي شجن ... وغصةٌ ليس لها إنتهاء ...وصوتٌ مخنوق المدى ... وصرخةٌ لا يسمعها أحد ...
في وجهي إكتئاب ... ضحية تتوء بالعذاب ...
كالغصن في الخريف ... كالميتة ... إلا أني أهتز باكتئاب ... واليأس في أعماقي ... كوحش سرى بغاب ..
ألتفُ في أطمارهم ... عبئاً على الجميع ...
كخنجر يمزق الضلوع ... ويملأ الحياة بالشجن ...
كالنحيب عند المُفتَجع ... كالموت برصاصة القدر ...
كنقطةٍ سوداء في صحيفة الزمن ...
هكذا مضيت ... وهكذا سأمضي ... وهكذا سأبقى ...
نقطةٌ سوداء في صحيفة الزمن ....
تعليقات
إرسال تعليق