أسمح لي أن أكتب نيابة عنك وأستغل طيبتك لأفضحك،
كانت جفون الليل تغطيه وهو يجر الخيبة من ذيل الفجر الممتد الى الشفق الأحمر الساقط كالندى على بساتين الورق وأفواه الورود.
كان يدغدغ الأمل ويداعب تراب خارطة الدرس يتماهى بشدة التأويل كما تعودت عليه أصحابي لكنهم يكتبون ما لا يَرَوْن.
بالحقيقة أستشعر بشيء من الغيرة حينما كان التفسير لأحد عشر كوكباً وأبحث لاهثاً طيلة الحلم عن الشمس والقمر لأنهما يختفيان تحت السرير ، الضباب يمنع المنضدة من نصب أرجلها الأربع هكذا يبقى المداد يتبخر كل ضحى وتتعالى الغيوم وما المطر إلا لغة كانت تتلوها قضبان السجون .
سأستغل مصباح اليقظةِ في وسط الليل لقضاء الحاجة وأكتب ما يحلو ليومي القادم بقلم أزرق على شراشفُ الغفوة ، كان حلمي كحلم الأخرين يدب أينما نميل ينساب خلسةً لا يشعر بالغربة أبداً لأنه مضمون المعرفة يتوحد مع طوفان نوح قبّل هيكل السفينة كلما يضحك عليه القوم .
كل ما يدور من خلجات الكواليس كانت معروفة عند سكان الأقفال حينما رأوْا من خلال الغربال أن هناك الشمس تدور وتتكلم في كل الأوقات وتبث أخبارها عما يجول في خواطر العيون من بينها أحلام الوطن المكتوبة بالحبر السري على قطعة قماش لا تظهر إلا يبللها اللون الأحمر ساعة الأصيل في فصل الشتاء…
كان الحلم عبارة عن تراب يسكن بأمان دون أن تثيره سرفات الحروب ولا تنخر خواصره الرماح ولا تقطع ذراته السيوف. عادة يجري مهرولاً أو مسرعاً وراء الحوافر وأقدام السعي الى ذلك الجبل العالي يحمل رفرفة الراية ، قد وضع ساريته الرجل العجوز في أحد استكشافات العصور في أول رابية تظهر بداية الشهر.
كان الحلم يحمل غصون البساتين وأعذاق الحنان وبنات الحي يحملن سلال الكروم وشبابها يعتق وَذَا يقدم الزبيب ، كان يناشد طيور الهجرة ألا تعود للثلوج هنا دفء الأهوار وقصب الناي وحلاوة البردي تزاور المذاق، لن يخسر الصباح أحداً من رفاقه رغم قساوة الاشعاع ، الأطفال يرشقون جدران مدارسهم بأبهى الألوان وحارسهم يعلق بندقيته على مناقير العصافير…
الحلم يخلع قناع الحياء وأمسى يسهر مع همسات العاشقين وصفقة النوارس فوق ارتداد أمواج السفن يغوص عندما يراقبه منظار القبطان.
هكذا تكلم زرادشت الأرض المحصورة الحدود كما تعلمنا كيف نرسمها بدون مقياس الرسم على دفترنا العريض والقلم الرصاص هو السائد قبل أن يفحصه المعلم ، رأت الأرض في عالمها الحقيقي بعدما أزاح المحتفلون ستار الحلم الأبيض أن الأرواح للآن تحوم ولن تغادرها الى السماء على سلّم الإله والأجساد تتعمق ، تتجذر لتكون ما يكون حلمها لم يتعد غير أن تكون هوية تحملها النفوس ،
والأنهر كادت تلتقي عند المنابع لتقبّل من يغرف بيديه غرفة الود. تعلموا أن يستسيغوا الأنغام على قرع الطبول . فالحقيقة كانت هي تخفي أحلامها خوفاً من معاقبة الرموش ووشاية النمام .
إذاً كم أنا فضولي وأسرق أحلام الوطن ولو على التراب تمتد الحروف…
/ ٢١-١٠-٢٠١٧
تعليقات
إرسال تعليق