( رقصٌ وَثَنِي )
بماذا تُفاجئُني أيُّها البحرُ ؟
أنا لا أرَي في عَينيكَ المُعتِمتين سوَى
يأسِ القادمين مِن تحتَ أنقاضِ الذِّكرَى
اللؤلؤ المخبوءُ في أعماقِك
الأسرارُ المَحفورةُ في كُهوفِك
ما عادت تُغرِي السندبادَ البَحري
أيُّها المَسكونُ بالحَشرجاتِ
و هواجسِ الرَّاحلين
و خَيباتِ مُنتصفَ العُمرِ
حدِّثني عن آخرِ نَجمةٍ
سكبَت تحتَ شُرفاتِك أنينَها
حدِّثني عن ذلك الكوخُ القَمري
الذي إحترقَ بحماقاتِك
ماذا كنتَ تَعني
برقصِكَ المُتواصلِ تحتَ صهيلِ العطشِ ؟
و ما الذي كنتَ تَرجوه
من طَرقِ أبوابِ المُستحيلِ ؟
أنا ألفُ هيتَ لك
و أنتَ لم تكن غيرَ بوح ِسرابٍ
و هدهدةِ شبحٍ
و مِخلبٍ يُمزِّقُ أوتارَ القصيدةِ
على أعتابِ مَزاميرِك
قَضمتُ ألفَ تفَّاحةٍ
تَعاهدتُ مع الغُوايةِ
شرَّعتُ لكَ الأبوابَ
فلماذا تُلاحقُني بلعنةِ طُروادَةٍ
و تَستدرجُني بمَنطقِ صيادٍ
في صوتِكَ
المُزخرَفِ بالخطِّ الكُوفي المنقوشِ
بالرُّسوماتِ المصريةِ القديمةِ
المشغولِ بسحرِ الفُودو
أُفتِّشُ عن سفينةِ نوحٍ
فلا ألقَى غير
جَرادةً تقتاتُ العمرَ
و طاووساً يَصبغُ ريشَهُ بدِمائي
و شَهرياراً جديداً
و خنساءً لا تَجِفُّ دَمعاتُها
......................
بقلم الشاعر أحمد نصر الله
تعليقات
إرسال تعليق