حربة همجية ..لرائد قصيدة النثر الشاعر احمد نصر الله

(حربة همجية)

دع الصمتَ
يُبددُ غُثاءَ الوهمِ
لماذا منحت السرابَ
جوازَ سفر
ها أنت تتعثر بالخواءِ ثانيةً
لاجدوى من عتابِ الصدى على
صوتِك المهتوكةِ أستاره
لاترتدي فروةَ حمل
لن تليق بك الوداعة بعد الأن
يوسفُ يعرفُ أسماءَ أخوتِه
امتلأت عيناه بوجوههم
حين جعلوه في غيابةِ الجب
فلماذا تُمني نفسَك
أن يستلَ سيفَه ويقتل الذئبَ
في وقتٍ حصحص الحقُ فيه
لا ثمة فرق
بين ضحكةِ القاتلِ ورفاتِ القتيلِ
أنّ لك أن تنكر هذا الخراب
وهو بعضٌ من خطاياك
دخن سجائرَك
تظاهر بالغضب
إلعن المصادفةَ
تخندق بالجناحِ المكسورِ
تدرع بخدعةِ العرافةِ القديمةِ
هل بمقدورك الإفلات من
وجهِك حين تصارحك
المرآةُ بأن دموعَك التي اهرقتها
وفروضَك التي أديتها
لن تُطهرك من الإثمِ القديمِ
عكاظُ تُنكر عباءتَك
وتميم بريئة من قصائدِك الملتويةِ
والعمامةُ تلعن رأسك التي تحتها
لقد هموا بقطعِ لسانِك
لأنك كنت صادقاً ذات مرة
عليك إدراك أن
رفضَك للدورِ المسنودِ إليك
رفاهيةٌ لاتمتلكها
سندريلا
باعت حذاءَها لأولِ نخاسٍ يدقُ بابها
ليلى
رهنت ضفائرَها لدى مرابٍ يهودي
والليلُ لم يكن أكثرَ رحمةً
من الذئبِ بأحلامِ الخراف
الريح لاتحفظ الاسرار
فلا تصدق كل ماترى عينيك
مأساتك ياصديقي
أنك لم تكن البريء
وما كنت الجاني
مأساتك أنك كنت حربة هجمية
يلهو بها قاتلوك

تعليقات