الراعي والشاة والذئب والكلاب.. للشاعرة عبير حبوب

الراعي والشاة....والذئب....والكلاب
فلسفة ما بين الماضي والحاضر

في ذلك عندما بدأت الحياة واشرقت بالخير....
قاد الراعي أغنامه أمامه والعصا بيده ووفاء الكلب يسبقه بكل خطوه طارد خوف في عيون الشاة من ذئب شرس
هكذا روت لي جدتي واقع كان جميل...
رحلت جدتي وانتهت الحكاية لاستيقظ الان على.....
سيناريو جديد لأدوار تدور حديثا بين راعي وذئب وكلب وقطيع.....

الراعي........ يطعم رعيته ما لا يأكل ويكسوهم ما لا يلبس...ويختار افضل شاته ليعلقهم على اعواد المشانق....
هذا الراعي الطاغي  لا يخاف من شيء كما يخاف من الحقيقة، ولذلك لا يعتمد على شيء كما يعتمد على الكذب والتمويه(الكلب)، ولا يكره شيئاً كما يكره الصدق والصراحة
الراعي يصنع الاوهام في عقول قطيعه... لتستسيغ وهم عظمته في عيونه... ليصبحوا منقادين وسفهاء الأحلام اكثرهم من الأطفال والنساء والضعفاء

الكلب.......الطابور خامس
تجده في الامام والخلف وبين القطيع وجانبهم يقفز حولهم ...عين يقظه عليهم...والاخرى فيها اشارة طاعة للراعي ....للطاغيه
قطعة لحم المكافأة الدسمه التي تنتظره تستحق جهد ...انهم اصحاب الاهواء المتباينة ..صغار العقول والضمائر ...المقنعون بالفلسفة والثقافه... اصحاب الاقلام المنافقة

قطيع الأغنام...... انهم المغمورين المنقادين دون اعتراض.... سلط الطاغية عليهم تعويذته وحرق البخور، ويمشي بين يديه المزمار ...صامتين .طائعين.ويتغنون على أنغام المزمار  خوفا على حياتهم ....فالتعويذة تقول في اي وقت يظهر الذئب سارق الارواح ....
بينهم أقرب اعوان الراعي سكوت الصالحين وكلام الطالحين...وبينهم من سمن من نحافة الضمير...ومن نحف جهادا بعين الحق

الذئب.....كما هو عرفناه ونعرفه ذئب
سابقا كان الراعي اليقظ يضيع على الذئب أحلامه الشرهة...الان اصبح الراعي الطاغي يرسم للذئب موائد دسمة
سمعت الشاة وهم يخيرونها  بين أن تنام مع ذئب نائم، أو تنام مع كلاب تتهارش... فقالت: إن تهارش الكلاب يفقدني راحتي، أما الذئب فأفقد معه حياتي.وقد احتاج يوما مرافقة ذئب بمخالب واضحه خير من كلب انيابه خفية

هذا الواقع....ولكن
جديد اليوم عتيق الغد
ومشهور اليوم مغمور الغد
وحاكم اليوم محكوم الغد
وعزيز اليوم ذليل الغد
وغني اليوم فقير الغد
وقوي اليوم ضعيف الغد
والاحقاد بجميع اشكالها هي الدمار
الحقد الشخصي يقتل صاحبه كمدا
والحقد السياسي يعوق المجتمع عن سيره الصحيح
وحقد الطاغية يدمر الأمة تدميراً
لا تستعجل عقوبة الله للمفسدين والحاقدين... فقد جهدوا أن يهدموا الانسانية
حين تخلو الساحة من الأبطال...يتمنطق بالسلاح كل جبان خوار
وحين تخلو من الزعماء ...يتصدى للقيادة كل سفيه غرير،
وحين تخلو من الأمناء....يتظاهر بالوفاء كل خوان حقير
وحين تخلو من الحكماء.... يدعي الفلسفة كل جاهل مغرور
وحين تخلو من المجاهرين بالحق......يصول فيها كل طاغية لئيم
........نحن من زرعنا الطغاة بمظهر الرعاة ....والخونة بثوب الكلب.....ومخاوفنا بمظهر القطيع....والسيادة برهبة الذئب
نحن من وضعنا هذا العمل المسرحي على ساحتنا ...لنتابع مصيرنا

ذهبت جدتي بروايتها الحقيقية ....لنعيش رواية طغاة وقطيع

.....A....

تعليقات