مقامه جدار الدار //بقلم السيد شوقي السيد

مقامة  جدار الدار
حدثنا صديقنا المنشد وهو ينشد
.   *هل علينا  راوينا و قص علينا يسرينا .
    *بعجب الدنيا  ينبينا يشد  اﻷزر  يفتينا .
    *بعز  الوعظ  يربينا و مد  الود يوصينا .
    *كأنه  كتاب  يهدبنا بطالع  خير  يمنينا .
    *بكأس السرد يروينافجل وحل يشجينا .
    *بسيل فصاحته يندينا و لملم لم نادينا .
ثم إنه
اباط خفه*وفرك كفه*فالتزمنا صفه ولفه*وجلس
مكانه*فانطلق عنانه*(وقال بيانه )*
أصبحت بداري*أجاري  جاري* بالتنابز نواكز*
و بالحصي نبارز و المغارز*حيث  إننا*جدار بيننا*
يشاطر حرثنا*ويواري جدنا وعبثنا*ويحدنا حدودنا *شرق لهم وغربنا*نخر فصه*وبتر غطصه* فلزم
قنصه*وردف رصه*فأبينا التغاضي* بالتوجه إلى القاضي*ليحيل إمتعاضي*أو  بالتراضي*و حيث اننا في  عهدته * ننتظر  مثولنا  لحضرته* و جوارنا  تاجر حبوب*جلبابه  متورم الجيوب* *يختصم بعل إبنته*الذي خدعه بوصف مهنته*
وقد أرسل القاضي أمينه ليجلبه*فإما أن يغلبه أو أن يغلبه*وحين فرغ القاضي *وسألنا فيما  التقاضي*قال له جاري*ياسيفنا  الماضي*
    *اﻷرض  أشترينا  رقعتها منذ  أمد  .
     *وشطرناهابيننا كما عقدها انعقد  .
    *و لك ياشيخنا طول العمر و المدد  .
   *و نحن  أبناء  عمومة و هي  سند  .
   *قمناها وأقمناها  زند بزند بﻻسند  .
   *وكنائنا كما إنا لذاك النسل والولد  .
   *و لي إبنة كما إبنه  حسبته  الولد  .
   *و حسبنا حسابنا الفصل ولو  زهد  .
   *وحيث ان الجدار بيننا أبتلى وارتعد  .
   *فأقمت جدارموازي فبجداره يجتهد .
(فقال لي القاضي)
سمعنا إلى ماقال*فإليك المقال*فأعقبت الجهار*بقولي مشار* لأبن عمي الجار*بأن الجدار* أحيل لحصتي بالدار*ولي أن أطيله* أوحتى أقيله*فحكم القاضي* بذاك التراضي* سألناه *هذا الحكم ما معناه*قال الراوي*مر غصتي*مكر إبن عمومتي* ﻷبنى الجدار على نفقتي*فأحيل الجدار باعترافه لباحتي*
(وأنشدنا يقول)
    *قد ترى  القريب جهرا  يذمك  .
    *لكن  اللبيب من  يبحر   بيمك  .
    *في الخير يسبق  إليك   يأمك  .
    *وفي المصائب مساند  يرمك  .
    *فرب  أخ  لك  و لم تلده أمك  .
فنهضت حوله أجوب*وسألته عن تاجر الحبوب* وعن بعل إبنته*وكشف علته*فقال الراوي*بعد التراضي*أستجلبه القاضي *فأستقر بصدر منصته *يهدهد لحيته*والعروس بصحبته*والقاضي بجلسته* يرحرح جلسته* وشمر عن خبرته*وبدء بالتاجر فهي دعوته* (وقال التاجر)
    *اتاني  هذا المراوغ في هيأته  .
    *وجلس معي مباغت كما عادته  .
    *فجاءت إبنتي بالخبز و ماطهته  .
    *واستطاب ماطاب وملئ جعبته  .
    *فطلبها مني ليكمل بها عقيدته  .
    *سألته مما يكتسب و ما مهنته  .
    *فقال إنه صائدﻵلئ من نشأته  .
    *وله بكل البحور در و  بحوزته  .
    *فزوجته وزودته ولم أرى درته  .
    *واﻵن أنفق عليه وعلى زوجته   .
فأكتفى القاضي بهذاالحد* وطلب من اﻵخر الرد*
   *فتقدم إليه يأمها  ويده في  كفها   .
  *وقال يكفيني انها حدالجمال وصفها .
   *عزف الكمان دفئ الحنان بصوتها   .
   *حين رأيتها ولم أرى الحياة دونها   .
   * بالحال طلبتهاوعزمت على نيلها   .
   *وكشف النقاب برفع الحجاب عنها  .
   *فأمره سترهالدرءالفتنة وأوذارها .
وأنتفض القاضي وأعتدل*وهندم زيه وعدل*وقال على عجل* حقا من الجمال ما قتل*
فسأله عن أعماله*وكيف يجلب ماله*فقال انا أديب*وبالشعر أجيب*من كل البحور انتخب*لدر المعاني أحتلب*وحين كثر الفساد*واﻹسفاف باﻷرض ساد*اﻷدب أصيب بالكساد* فﻻ جلب منه وﻻ زاد
فأردف القاضي حكمه*ورفرف بفيض حكمه*
أن يظل حالهما*وأبيها يظلهما*حيث إنه طمع* وظن إنه لﻵلئ والدر جمع*فالطمع يقل ما جمع*
ثم سأل العريس عن اسمه*وكنيه وصفه*فقال اسمي فرجاني وكنيتي المعجباني*فلما سمعت اسمه*وتﻻه وصفه*تأكدت انه ضالتنا*واﻹمساك به غايتنا*فأردت ان اعلن عن فعلته*وكيف كانت حيلته*ثم تراجعت عن كشف تدليسه*حتى ﻻ يفقد أنيسه*
فكفكفناالكفوف من حاله*وقطف قطوف احتياله*
وتتبعنا أسفاره*لنحصد أشعاره*ودواة احباره* وبئر اسراره
قلم السيد شوقي السيد

تعليقات